شخصيات تاريخية

صالح العلي

الشيخ صالح العلي: صوت الساحل في وجه الإحتلال الفرنسي.

يعتبر الشيخ صالح العلي ( 1883-1950) زعيم سوري تولّى قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي في منطقة جبال اللاذقية, انطلقت ثورته ضد الحكم العثماني بشكل عفوي عندما حاول عدد من الجنود العثمانيين اقتحام منزله أثناء وجود زوجته داخله، فدافع عن نفسه وقام بقتل اثنين منهم, على إثر ذلك، أصدرت الدولة العثمانية حكماً بالإعدام عليه، مما دفعه إلى إعلان الثورة ضدها.

اتخاذ من منطقة الشيخ بدر مقراً له. ومع مرور الوقت، اكتسبت ثورته زخمًا وتنظيمًا أفضل بالتعاون مع الشريف حسين ورجال الثورة العربية الكبر.

نضاله السياسي ضد الفرنسيين:

الإقامة الجبرية: عندما رفض الشيخ صالح العلي عرض الفرنسيين بإقامة دولة علوية، قامت السلطات الفرنسية بفرض الإقامة الجبرية عليه. وفي محاولة أخرى للالتفاف على موقفه، بادرت فرنسا، بالتشاور مع بعض المتحالفين معها في الجبل، إلى محاولة إقناع شقيقه الأصغر الشيخ محمود ليحل مكانه كبديل سياسي، إلا أن الشيخ محمود رفض ذلك بشكل قاطع. عقب هذا الرفض، تعرض للتعذيب الذي ترك آثارًا جسدية ونفسية عميقة لازمته حتى وفاته.

مرحلة الكفاح السياسي: بعد انتهاء الثورة السورية الكبرى (1925-1927 بدأ الفرنسيون في تقديم وعود بالاستقلال للمواطنين السوريين، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع. اعتمد السوريون خلالها على الإضرابات والعصيان المدني كوسائل للمقاومة، بينما لجأ الفرنسيون إلى استراتيجيات التبشير الديني والسياسي, في هذا السياق، استأنف الشيخ صالح العلي نشاطه السياسي في مطلع الثلاثينيات لمواجهة هذا التبشير، خاصة ما قامت به البعثات التبشيرية الفرنسية والغربية بشكل عام. كان ذلك النشاط يستهدف المسلمين، وبالأخص العلويين، إلى جانب المسيحيين الأرثوذكس والموارنة.

الإعلان عن أن الجبل يعد جزءًا من سوريا: برز النشاط السياسي للشيخ العلي بشكل واضح في موقفه الرافض لتأسيس دولة جبل العلويين، حيث شارك في توقيع وثيقة تدعو لضم الجبل العلوي إلى سوريا الداخلية، وذلك بالتعاون مع شخصيات بارزة من المنطقة. ومع حلول الاستقلال في أوائل الأربعينيات (1943)،عُرض عليه الانضمام إلى أول حكومة مستقلة واختيار الوزارة التي يرغب في توليها، لكنه رفض العرض لعدم قناعته وفضّل متابعة نشاطه السياسي خارج إطار الحكومة. وعقب مغادرة آخر جندي من الحامية الفرنسية مدينة اللاذقية، ألقى الشيخ خطابًا بمناسبة الجلاء في دمشق

 

محاولات الاغتيال التي تعرض لها طوال مسيرته: 

تعرض خلال المعارك وما بعدها لعدة محاولات اغتيال وتسميم سواء بالقهوة أو الطعام، بالإضافة إلى محاولات اغتياله بإطلاق النار عبر بعض المتطوعين المزيفين في صفوف المقاومة. كما واجهت عائلته تهديدات مشابهة، حيث تعرضت زوجاته لمحاولات تسميم، من بينهن زوجته حبابة التي كانت حاملاً آنذاك. نتيجة لذلك، خضعت للعلاج على يد الدكتور عبد اللطيف البيسار في طرابلس الشام، ولكن حملها انتهى بولادة جنينين متوفيين، الأمر الذي تطلب استئصال بيت الرحم. لم تتوقف المآسي هنا، فقد تعرض عدد من أطفاله للتسميم أو القتل، كان آخرهم ابنه علي، الذي سمي تيمناً بوالده, تم خنقه في حي المريقيب بمدينة الشيخ بدر أثناء غياب والده.

“بني الغرب، لا أطمح من الحرب إلى ثروة، ولا أتطلع إلى جاه أو منصب. كفّوا عن الخداع والافتراء والدناءة، وعن المكائد والعدوان تجاه أبناء يعرب. تسعون تحت غطاء الدين لتمزيق أمة تجاوز بنيها الفروق في اللون والمذهب”