شخصيات تاريخية

المناضلة نازك العابد

دور نازك العابد في المقاومة الشعبية

تستعرض هذه الصفحة إسهامات نازك العابد في النضال ضد الظلم والقمع في سوريا.

نازك العابد (1887–1959) هي واحدة من أبرز رائدات المقاومة الشعبية السورية ضد الاستعمار، ورمزٌ للمرأة السورية في النضال السياسي والاجتماعي. وُلدت في دمشق لأسرة عريقة، وبرز دورها المبكر في مواجهة التحديات الوطنية والاجتماعية

دورها في المقاومة العسكرية:

شاركت نازك العابد بشكل مباشر في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي، حيث منحها الملك فيصل الأول رتبة نقيب في الجيش السوري، لتصبح أول ضابطة عربية في التاريخ الحديث. كانت عضواً في الفرقة العسكرية التي شاركت في معركة ميسلون (1920) ضد القوات الفرنسية، والتي استشهد فيها القائد يوسف العظمة. وقد أشادت بها المصادر الغربية كرمزٍ للشجاعة العربية.

دورها في تأسيس المجتمع المدني:

أسست نازك العابد النادي النسائي الشامي عام 1920، وهو أول منظمة نسائية في سوريا، هدف إلى توعية المرأة وتمكينها كشريك في النضال الوطني. كما ساهمت في تأسيس الهلال الأحمر السوري ، الذي كان بمثابة جسرٍ بين العمل الإنساني والمقاومة الشعبية.

نضالها من أجل تحرير المرأة:

كانت نازك رائدة في الدفاع عن حقوق المرأة، إذ ربطت بين تحرير سوريا من الاستعمار وتحرر المرأة من القيود الاجتماعية. دعت إلى تعليم الإناث ومشاركتهن في الحياة العامة، واعتبرت أن “الحشرات السامة من التقاليد” تُضعف النهضة الوطنية. استخدمت خطاباً مؤثراً يجمع بين العاطفة والعقلانية، مما جعلها ذات حضورٍ قوي بين أبناء جيلها.

الإرث والتهميش التاريخي:

رغم دورها الاستثنائي، تعرضت نازك العابد للتهميش في السرد التاريخي السوري، حيث غاب ذكرها في الأعمال الدرامية والدراسات الأكاديمية.

 إلا أن مواقفها تظل شاهداً على تلاحم النضال الوطني مع الاجتماعي، ونموذجاً للمرأة التي جمعت بين السلاح والقلم في مواجهة الاستبداد.

 

تُعتبر نازك العابد مثالاً يُحتذى به في المقاومة الشاملة، حيث جسدت التكامل بين العمل العسكري، والتنظيم المدني، والدعوة إلى التحرر الفكري، لتبقى ذكراها خالدة في تاريخ سوريا.